معاناة الأسرة والزوج المدمن

مدمن خمر يسكر فيضربها هى وبناتها ويطردهم ..جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم ..يسهر ليلة سكراً .. وتسهره هى بكاء ودعاء .. كان سيء الطباع .. سكن بجانبهم شاب صالح فجاء لزيارة هذا السكير فخرج إليه يترنح ,فإذا شاب ملتحى وجهه يشع نوراً فصاح به : ماذا تريد ؟؟ قال جئتك زائراً فصرخ : لعنة الله عليك يا كلب .. هذا وقت زيارة ! وبصق فى وجهه.. مسح صاحبنا البصاق وقال : عفواً آتيك فى وقت آخر .. مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد .. ثم جاءه زائراًفكانت النتيجة كسابقتها .. حتى جاء مرة فخرج الرجل مخموراً وقال : ألم أطردك .. لماذا تصر على المجىء ؟؟ أحبك وأريد الجلوس معك .. فخجل وقال أنا سكران .. قال : لا بأس .. أجلس معك وانت سكران ..دخل الساب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار .. بشره أن الله يحب التوابين . كان الرجل يدافع عباراته .. ثم ودعه الشاب
ومضى ثم جاءه فوجده سكراناً فحدثه بالجنة والشوق اليها .. أهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى .. حاول أن يراه فى المسجد فلم يأت .. فعاد إليه فوجده فى سكر شديد .. فحدثه فأخذ الرجل يبكى ويقول : لن يغفر الله لى أبداً .. أنا حيوان .. سكران .. لن يقبلنى الله ..أطرد بناتى وأهين زوجتى أفضح نفسى .. وجعل ينتحب .. فانتهزالشاب الفرصة وقال أنا ذاهب العمرة مع مشايخ , فرافقنا ... فقال : وأنا مدمن !! قال لا عليك .. هم يحبونك مثلى .. ثم أحضر الشاب ملابس احرام من سيارته وقال اغتسل والبس احرامك .. فأخذها ودخل يغتسل .. والشاب يستعجله حتى لا يعود فى كلامه .. خرج يحمل حقيبته ولم ينسى أن يدس فيها خمراً .. انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين .. تحدثوا عن التوبة .. والرجل لا يحفظ الفاتحة .. فعلموه .. اقتربوا من مكة ليلاً ... فإذا بالرجل تفوح منه رائحة الخمر .. فتوقفوا ليناموا فقال السكير : أنا أقود السيارة و أنتم ناموا !! فرد ّوه بلطف .. ونزلوا وأعدوا فراشه . وهو ينظر إليهم حتى نام .. فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون .. أخذ يتساءل : يقومون ويبكون وأنا نائم سكران .. أذن للفجر فايقظوه وصلوا ثم أحضروا الافطار .. وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم .. ثم أنطلقوا .. بدأ قلبه يرق واشتاق للبيت الحرام .. دخلوا الحرم فبدأ ينتفض .. سارع الخطى .. أقبل إلى الكعبة ووقف يبكى ... يارب ارحمنى .. ان طردتنى فلمن ألتجأ ! لا تردنى خائباً .. خافوا عليه الارض تهتز من بكاءه .. مضت خمسة أيام بصلاة وبكاء ودعاء وفى طريق عودتهم ..فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكى .. وصل بيته .. بكت زوجته وبناته .. رجل فى الاربعين .. ولد من جديد .. استقام على الصلاة لحيته خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً .. ومع القراءة بين الاذان والاقامة حَفِظ القرآن ...

معاناة الأسرة والزوج المدمن 57400